وقد أرسله الله إلى "أهل سدوم" وكانوا يعيشون في مكان البحر الميت المعروف الآن في الأردن.
ذكر المؤرخون: أن أهل سدوم كانوا نحواً من (400) ألف، وأن لهم خمس قرى هي: صبغه، وعمره، وأدما، وصبويم، وبالع. والله أعلم.
وقد سماهم القرآن قوم لوط.
قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
* نسب لوط:
هو ابن أخي سيدنا إبراهيم عليه السلام، آمن به وهاجر معه من العراق. ثم أرسله الله إلى أهل سدوم في أرض مهجره ببلاد الشام، وليس له في قومه الذين أرسل إليهم نسب.
فهو: لوط بن هاران بن تارح "آزر" بن ناحور ... وهكذا إلى آخر نسب سيدنا إبراهيم. والله أعلم.
* حياة لوط مع قومه في فقرات:
لقد أثبت القرآن الكريم قصة لوط مع قومه، ذاكراً فيها أهم المشاهد من حياته، وذلك في نحو ست سور، وأبرز ما فيها النقاط التالية:
1- إيمانه بعمه إبراهيم عليه السلام، وهجرته معه.
2- نبوته ورسالته إلى قوم "أهل سدوم".
3- دعوته لقومه بمثل دعوة الرسل، ونصيحته لهم أن يهجروا ما هم عليه من سوء، وإنذارهم بعاقبة ما هم عليه من شر.
4- إثبات أن قومه كانوا أهل شذوذ جنسي، يأتون الرجال شهوة من دون النساء، ويجاهرون بشذوذهم فيأتون المنكر في نواديهم.
5- إثبات أن قومه كانوا يقطعون السبيل، فلا يَدَعون مسافراً أو تاجراً يمر في طريقهم إلاَّ آذوه، واعتدوا عليه وسلبوه ماله.
6- بيان أن قومه لما وعظهم ونصحهم لم يكن جوابهم إلا أن قالوا: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"، يعنونه وأهله.
7- إرسال الله رسلاً من الملائكة لإِهلاك قوم لوط، وزيارة هؤلاء الرسل من الملائكة سيدنا إبراهيم قبل ذلك، وإخباره بمهمتهم التي جاءوا من أجلها.
8- انصرافهم إلى لوط عليه السلام، ودخولهم عليه بصورة شباب مُرْدٍ حِسَان دون أن يخبروه بحقيقتهم، ثم إقبال قوم لوط على داره يريدون بهؤلاء الشباب فاحشة. ثم إخبار الملائكة لوطاً بحقيقتهم وبمهمتهم التي جاءوا من أجلها، وبأن القوم لن يصلوا إليهم. وأَمرُهم إياه أن يخرج من أرض قومه مع أهله ليلاً قبل طلوع الصبح، وإخبارهم إياه بأن الصبح موعد تدمير قومه، ووعدهم له بالنجاة هو وأهله، إلا امرأته العجوز الكافرة التي كان هواها مع قومها.
9- بيان أن الله أتم قضاءه في قوم لوط، فخسف بهم الأرض، وجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، وأنجى الله لوطاً وأهله إلاَّ امرأته كانت من الغابرين الهالكين