موضوع: سورة الشورى في سؤال وجواب الإثنين ديسمبر 20, 2010 11:14 am
سؤال رقم (1): ما سبب تسمية سورة الشورى بهذا الاسم؟ واذكر أسماء أخرى للسورة اشتهرت بها؟ سُميت سورة الشورى بهذا الاسم تنويها بمكانة الشورى في الإسلام، وتعليما للمؤمنين أن يقيموا حياتهم على هذا المنهج الأمثل الأكمل " منهج الشورى " لما له من أثر عظيم جليل في حياة الفرد والمجتمع، كما قال تعالى: ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ /38. [ صفوة التفاسير، 3/132 ]. وقال الألوسي: وتسمى سورة " حم * عسق " و " عسق ". [ الأساس في التفسير، 9/5062 ].
سؤال رقم (2): اذكر المحاور الأساسية التي تتكون منها سورة الشورى؟ تتألف سورة الشورى من ثلاثة مقاطع. المقطع الأول منها يبدأ بكلمة ﴿ كَذَلِكَ ﴾ في قوله تعالى: ﴿ حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ ... ﴾ /1-3، وينتهي بنهاية الآية السادسة. والمقطع الثاني يبدأ – أيضا – بكلمة ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ في قوله تعالى ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ... ﴾ /7، وينتهي بنهاية الآية (51). والمقطع الثالث يبدأ – أيضا – بكلمة ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ في قوله تعالى ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ... ﴾ /52، وينتهي بنهاية الآية (53) والسورة. ومن بدايتي المقطعين – الثاني والثالث – بكلمتي ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ و﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ ندرك أنهما معطوفان على بداية المقطع الأول المبدوء بكلمة ﴿ كَذَلِكَ ﴾. وهذا وحده يشعر بوحدة السورة. [ الأساس في التفسير، 9/5061-5062 ]
سؤال رقم (3): اذكر معنى كل من: o يتفطرن: يتشققن من عظمة الله وجلاله فوقهن o حفيظ: رقيب على أقوالهم وأفعالهم لا يفوته منها شيء، فيجازيهم عليها o وكيل: موكل عليهم أو موكول إليك أمرهم o ولي: شافع o يذرؤكم: يخلقكم وينشئكم / يكثركم بسبب هذا التزويج o مقاليد: مفاتيح، وهو جمع لا واحد له من لفظه، فمفردها إقليد، وجمعها مقاليد على غير قياس o يقدر: يضيّق الرزق على من يشاء تضييقه عليه بحكمته o شرع: نهج وأوضح وبيّن المسالك / سنّ طريقا واضحا o يجتبي: يختار ويصطفي لدينه o ينيب: يرجع إلى ما يُرضي الله من الإيمان والطاعة o داحضة: يقال دحضت حجته أي بطلت، ودحضت رحله أي زلقت o بمعجزين: بفائتين من العذاب بالهرب o الجوار: يعني السفن واحدتها جارية وهي السائرة o كالأعلام: أي الجبال، وقيل: القصور، واحدها: علم. وقال الخليل بن أحمد: كل شيء مرتفع عند العرب فهو علم o محيص: مهْرب ومخْلص من عذابه o الفواحش: ما عظم قبحه من الذنوب
سؤال رقم (4): إلام يعود الضمير أو اسم الإشارة فيما يلي: o ﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ﴾ /5: فوق الأرضين من خشية الله، كما لو كنّ يعقلن. وقال البغوي في تفسيره: أي كل واحدة منها تتفطر فوق التي تليها من قول المشركين ﴿ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا ﴾ [ البقرة، 116 ]، نظيره في سورة مريم: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ﴾ [ مريم، 88-89 ] o ﴿ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ /8: أي الفريقان: فريق في الجنة وفريق في السعير o ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ /10: هذا الشيء المختلف فيه o ﴿ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ﴾ /11: الظاهر أن ضمير الخطاب في قوله: ﴿ يَذْرَؤُكُمْ ﴾ شامل للآدميين والأنعام، وتغليب الآدميين على الأنعام في ضمير المخاطبين في قوله: ﴿ يَذْرَؤُكُمْ ﴾ واضح لا إشكال فيه. والتحقيق إن شاء الله أن الضمير في قوله: ﴿ فِيهِ ﴾ راجع إلى ما ذكر من الذكور والإناث من بني آدم والأنعام، في قوله تعالى: ﴿ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ اْلأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ﴾ /11، سواء قلنا إن المعنى: أنه جعل للآدميين إناثا من أنفسهم، أي من جنسهم، وجعل للإنعام أيضا إناثا كذلك، أو قلنا: إن المراد بالأزواج الذكور والإناث منهما معا. وإذا كان ذلك كذلك، فمعنى الآية الكريمة ﴿ يَذْرَؤُكُمْ ﴾ ، أي: يخلقكم ويبثكم وينشركم، ﴿ فِيهِ ﴾، أي: فيما ذكر من الذكور والإناث، أي: في ضمنه عن طريق التناسل، كما هو معروف. [ أضواء البيان، 7/58 ] . وقيل: أي في الرحم، وقيل في البطن، وقيل على هذا الوجه من الخلقة. قال مجاهد: نسلا بعد نسل من الناس والأنعام. وقيل: في بمعنى الباء، أي يذرؤكم به. وقيل معناه يكثركم بالتزويج. [ تفسير البغوي ] o ﴿ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ /13: الضمير في قوله ﴿ فِيهِ ﴾، راجع إلى الدين في قوله: ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾. [ أضواء البيان، 7/61 ] o ﴿ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ﴾ /14: أي من محمد صلى الله عليه وسلم [ تفسير البغوي ] o ﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ /15: أي: فإلى ذلك الدين الذي شرع لكم، ووصى به نوحاً، وأوحاه إليك يا محمد، فادع عباد الله، واستقم على العمل به، ولا تزغ عنه، واثبت عليه كما أمرك ربك بالاستقامة. [ تفسير الطبري ] o ﴿ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ /23: أي ما ذكرت من نعيم الجنة [ تفسير البغوي ] o ﴿ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ﴾ /33: على ظهر البحر لا تجري o ﴿ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا ﴾ /34: أي بما كسبت ركبانها من الذنوب o ﴿ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ ﴾ /45: أي على النار o ﴿ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا ﴾ /52: الضمير في قوله ﴿ جَعَلْنَاهُ ﴾ راجع إلى القرآن العظيم المذكور في قوله: ﴿ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ /52، وقوله ﴿ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ ﴾ /52، أي: ولكن جعلنا هذا القرآن العظيم نورا نهدي به من نشاء هدايته من عبادنا. وسُميّ القرآن نورا، لأنه يضئ الحق ويزيل ظلمات الجهل والشك والشرك. [ أضواء البيان، 7/79-80 ]
سؤال رقم (5): اذكر الإضمار في قوله تعالى: o ﴿ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي ﴾ /10: أي قل لهم يا محمد ذلكم الله الذي يحيي الموتى ويحكم بين المختلفين هو ربي. [ تفسير القرطبي ] o ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ /21: قال النسفي: وفي الكلام إضمار، تقديره: أيقبلون ما شرع الله من الدين، أم لهم آلهة شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، أي: لم يأمر به. [ الأساس في التفسير، 9/5081 ] o ﴿ فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ﴾ /24: قال الطبري: أي: فإن يشاء الله يا محمد يطبع على قلبك فتنس هذا القرآن الذي أنزل إليك، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. [ تفسير الطبري ]
سؤال رقم (6): اذكر الصورة البلاغية في قوله تعالى: ﴿ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ ﴾ /7؟ الآية فيها احتباك. والاحتباك هو أن نحذف من كل عبارة جزءا يدل عليه نظيره المذكور في العبارة الأخرى، أو هو حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر. وفي الآية المذكورة، فإن تقديرها: لتنذر أم القرى العذاب، وتنذر الناس يوم الجمع. [ صفوة التفاسير، 3/147 – التفسير الصوتي للشيخ الشعراوي ]
سؤال رقم (7): كيف نبرر التكرار في قوله تعالى: o ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ اْلأُمُورِ ﴾ /43، مع قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ اْلأُمُورِ ﴾ [ لقمان /17 ]: لأن الصبر على وجهين: صبر على مكروه ينال الإنسان ظلما، كمن قُتل بعض أعزته، وصبر على مكروه ينال الإنسان ليس بظلم، كمن مات بعض أعزته. فالصبر على الأول أشد، والعزم عليه أوكد. وكان ما في هذه السورة من الجنس الأول، لقوله: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ ﴾ /43، فأكد الخبر باللام. وفي لقمان من الجنس الثاني، فلم يؤكده. [ أسرار التكرار في القرآن، 223 - 224 ] o ﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ ﴾ /44، ﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ /46: هذا ليس بتكرار، لأن المعنى: ليس له من هادٍ ولا ملجأ. [ أسرار التكرار في القرآن، 224 ]
سؤال رقم (: أعرب ما فوق الخط: o ﴿ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ﴾ /24: قال الطبري: وقوله: ﴿ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ﴾، أي: ويذهب الله بالباطل فيمحقه، ويحق الحق بكلماته التي أنزلها إليك يا محمد فيثبته. وقوله: ﴿ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ﴾ في موضع رفع بالابتداء، ولكن حذفت منه الواو في المصحف، كما حذفت من قوله: ﴿ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾ [ العلق: 18 ]، ومن قوله: ﴿ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ ﴾ [ الإسراء: 11 ]، وليس بجزم على العطف على ﴿ يَخْتِمْ ﴾. [ تفسير الطبري ] o ﴿ وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ ﴾ /34: قال القشيري: والقراءة الفاشية ﴿ وَيَعْفُ ﴾ بالجزم، وفيها إشكال، لأن المعنى: إن يشأ يسكن الريح فتبقى تلك السفن رواكد ويهلكها بذنوب أهلها، فلا يحسن عطف ﴿ وَيَعْفُ ﴾ على هذا، لأنه يصير المعنى: إن يشأ يعف، وليس المعنى ذلك، بل المعنى الإخبار عن العفو من غير شرط المشيئة. فهو إذاً عطف على المجزوم من حيث اللفظ، لا من حيث المعنى. وقد قرأ قوم " ويعفو " بالرفع، وهي جيدة في المعنى. [ تفسير القرطبي ]
سؤال رقم (9): استخرج من السورة ما يدل على عدم مقارفة الملائكة للذنوب؟ ما يدل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي اْلأَرْضِ ﴾ /5، فإذا كانوا يستغفرون لمن في الأرض، فهذا يدل على عدم استغفارهم لأنفسهم، مما يدل على عدم وقوعهم في الذنوب. ومعلوم أنهم لو كانوا يذنبون لكانوا بدأوا في الاستغفار لأنفسهم قبل أن يستغفروا لكائن من كان. [ مستفاد من التفسير الصوتي للشيخ الشعراوي ]
سؤال رقم (11): وضحت السورة سبب التفرق عن أمر الله بعد إرسال الرسل. اشرح ذلك؟ قال تعالى: ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إَِّلا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾ /14. أي وما تفرق أهل الكتاب بعد أنبيائهم إلا من بعد أن علموا أن الفرقة ضلال، وأمر متوعد عليه على ألسنة الانبياء – عليهم السلام. وما كان ذلك إلا حسدا منهم وطلبا للرياسة والاستطالة بغير حق. قال ابن كثير: أي: انما كان مخالفتهم للحق بعد بلوغه إليهم، وقيام الحجة عليهم. وما حملهم على ذلك إلا البغي والعناد والمشاقة. وهكذا فالذي يستحق العذاب هم الخارجون على الجماعة، أي الخارجون عن الحق والباغون على أهله. [ الأساس في التفسير، 9/5076 ] . والواقع أن من ينظر إلى واقع أمتنا الآن، يجد أن جُل هذه الأمور قد وقعت فينا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سؤال رقم (12): وضحت السورة المراد من قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ /14 فيما تلا ذلك من آيات. اشرح؟ معنى الآية الكريمة – كما يقول ابن كثير – لولا الكلمة السابقة من الله تعالى، بإنظار العباد بإقامة حسابهم إلى يوم المعاد، لعجّل عليهم العقوبة في الدنيا سريعا. وهذه الكلمة التي سبقت من الله هي كلمة الفصل، كما وضحها قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ /21. أي القضاء السابق بتأجيل الجزاء. والمعنى: أي: ولولا العدة بأن الفصل يكون يوم القيامة بين الكافرين والمؤمنين، لعجّلت لهم العقوبة.
سؤال رقم (13): فرّقت السورة بين الخوف الذي يشعر به الذين آمنوا وذلك الذي يشعر به الظالمون – اشرح ذلك تفصيلا؟ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ﴾ /18، أي أن المؤمنين خائفون من أمر الساعة وجلون من وقوعها، وذلك في الحياة الدنيا، يخافون أن تتردى أقدامهم في النار حال قيام الساعة. ومع ذلك فهم يستعدون لها، ويعملون من أجلها. أما الظالمون من المشركين الذين كانوا يكذبون بالآخرة في الحياة الدنيا، يتغير حالهم يوم القيامة إلى خوف عظيم وهم واقفون في عرصات القيامة من جزاء كفرهم الذي كانوا عليه، حيث يتأكدون بنزوله بهم لا محالة. ولذلك قال تعالى فيهم: ﴿ تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ﴾ /22.
سؤال رقم (14): إذا كان من المعلوم أن جميع الرسل عليهم الصلوات والسلام لا يأخذون أجرا على تبليغ دعواتهم، فكيف ترد على الإشكال الظاهر من الآية: ﴿ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ /23؟ جاء في تفسير الآية المذكورة: ﴿ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ أي: إلا أن تودوني في قرابتي التي بيني وبينكم، فتكفوا عني أذاكم وتمنعوني من أذى الناس، كما تمنعون كل من بينكم وبينه مثل قرابتي منكم، وكان صلى الله عليه وسلم له في كل بطن من قريش رحم، فهذا الذي سألهم ليس بأجر على التبليغ، لأنه مبذول لكل أحد، لأن كل أحد يوده أهل قرابته وينتصرون له من أذى الناس. وقد فعل له ذلك أبو طالب ولم يكن أجرا على التبليغ، لأنه لم يؤمن. وإذا كان لا يسأل أجرا إلا هذا الذي ليس بأجر، تحقق أنه لا يسأل أجرا. ومثل هذا يسميه البلاغيون تأكيد المدح بما يشبه الذم. [ أضواء البيان، 7/67-68 ]
سؤال رقم (15): اذكر سبب نزول الآية: ﴿ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ /23؟ جاء في سبب نزول هذه الآية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له في كل بطن من قريش قرابة، فنزلت ﴿ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ أي إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم. [ الصحيح المسند من أسباب النزول، 202 ]
سؤال رقم (16): اختلفت أقوال المفسرين في قوله تعالى: ﴿ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ /26. فما هي آراؤهم؟ وما الرأي الذي ترجحه؟ في هذا النص اتجاهان: أولهما: أن الله – تعالى – يستجيب دعاء المؤمنين العاملين، فيعطيهم مطلوبهم ويزيدهم عليه. وثانيهما: أن الذين اجتمع لهم الإيمان والعمل الصالح هم الذين يستجيبون الاستجابة الكاملة لخطاب الشارع، والله – عز وجل – يكرمهم بالزيادة من فضله فلا يزالون في ترقٍّ. وقد رجح ابن كثير القول الأول. ويبدو – والله أعلم – أن القول الثاني هو الأرجح، فسياق السورة يفصّل في موضوع الإتباع الكامل لشريعة الله، والإقامة الكاملة لدين الله، فمن اجتمع له الإيمان والعمل الصالح فهو المرشح لكمال العمل بالشريعة ولإقامة دين الله – عز وجل. ومما يرجح ما ذهبنا إليه أنه قد جاء هذا بعد المنّ بقبول التوبة، فكأن الآية تشير إلى أن المؤمنين العاملين هم التوابون إلى الله – عز وجل – المستجيبون لأمره. [ الأساس في التفسير، 9/5086 ]
سؤال رقم (17): اذكر سبب نزول الآية: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي اْلأَرْضِ ﴾ /27؟ أُنزلت هذه الآية في أصحاب الصُفة: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي اْلأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ﴾ . ذلك بأنهم قالوا لو أن لنا، فتمنوا. [ الصحيح المسند من أسباب النزول، 203 ]
سؤال رقم (18): اشرح معنى الآية: ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ /30؟ قال الحسن لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر " ... وقال علي بن أبي طالب ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله عز وجل حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾، قال وسأفسرها لك يا علي: " ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله عز وجل أكرم من أن يثني عليهم العقوبة في الآخرة. وما عفا الله عنكم في الدنيا، فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه ". قال عكرمة: ما من نكبة أصابت عبدا فما فوقها إلا بذنب، لم يكن الله ليغفر له إلا بها، أو درجة لم يكن الله ليبلغه إياها إلا بها. [ تفسير البغوي ]
سؤال رقم (19): إن الذل والهوان الذي تمر به الأمة الإسلامية في هذه المرحلة، وما تلاقيه من قتل وتعذيب على أيدي اليهود والامريكان هو نتيجة طبيعية لما كسبته أيدينا من مبارزة لله عز وجل بالمعاصي وما اقترفناه من التخلي عن شرعه المحكم. استخرج من السورة ما يدل على هذا المعنى؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي نفعله في رأيك للخروج من هذا الوضع؟ ما يدل على ذلك هو قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ /30. ولكي نخرج من هذا الطريق الذي وضعنا أنفسنا فيه، فعلينا بالرجوع لشرع ربنا، والتحلي بجميع صفات الأمة القائدة على ما يأتي ذكره فيما بعد.
سؤال رقم (20): اذكر أمثلة لكبائر الإثم والفواحش المذكورة في الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾ /37؟ كبائر الإثم ليست محدودة في عدد معين، وقد جاء تعيين بعضها كالسبع الموبقات، أي المهلكات لعظمها. وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أنها: الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. وقد جاءت روايات كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعيين بعض الكبائر: كعقوق الوالدين، واستحلال حرمة بيت الله الحرام، والرجوع إلى البادية بعد الهجرة، وشرب الخمر، واليمين الغموس، والسرقة، ومنع فضل الماء، ومنع الكلأ، وشهادة الزور. وفي بعض الروايات الثابتة في الصحيح عن ابن مسعود: أن أكبر الكبائر الإشراك بالله الذي خلق الخلق، ثم قتل الرجل ولده خشية أن يطعم معه، ثم زناه بحليلة جاره. وفي بعضها أيضا: أن من الكبائر: تسبب الرجل في سبّ والديه. وفي بعضها أيضا أن سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وذلك يدل على أنهما من الكبائر. وفي بعض الروايات: أن من الكبائر الوقوع في عرض المسلم، والسبّتين بالسبّة. وفي بعض الروايات: أن منها جمع الصلاتين من غير عذر. وفي بعضها: أن منها اليأس من روح الله، والأمن من مكر الله. وفي بعضها: أن منها سوء الظن بالله. وفي بعضها أن منها الإضرار في الوصية. وفي بعضها: أن منها الغلول. وفي بعضها: أن من أهل الكبائر الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الكبائر أقرب إلى السبعين منها إلى السبع، وعنه أيضا: أنها أقرب إلى سبعمائة منها إلى سبع. والتحقيق أنها لا تنحصر في سبع. وأن ما دل عليه من الأحاديث على أنها سبع لا يقتضي انحصارها في ذلك العدد. [ أضواء البيان، 7/76-77 ]
سؤال رقم (21): ذكر تعالى الانتصار في البغي في معرض المدح قائلا: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ﴾ /39، ثم ذكر العفو عن الجرم في معرض المدح أيضا قائلا: ﴿ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ /41 – فكيف نبرر هذا التعارض الظاهر؟ رد أبو بكر بن العربي على ذلك بالقول: يحتمل أن يكون أحدهما رافعا للآخر. ويحتمل أن يكون ذلك راجعا إلى حالتين: إحداهما: أن يكون الباغي معلنا بالفجور، وقحا في الجمهور، مؤذيا الصغير والكبير، فيكون الانتقام منه أفضل. وفي مثله قيل: يُكره للمؤمنين أن يُذِلّوا أنفسهم، فيجترئ عليهم الفُساق. والثاني: أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة، ويسأل المغفرة، فالعفو ها هنا أفضل. [ أحكام القرآن لابن العربي، 4/87-88 ]
سؤال رقم (22): وضح كيف يكون جزاء السيئة بمثلها على ما ورد في قوله تعالى: ﴿ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ﴾ /40؟ سمّى الجزاء سيئة، وإن لم يكن سيئة، لتشابههما في الصورة. قال مقاتل: يعني القصاص في الجراحات والدماء. وقال مجاهد والسدي: هو جواب بالقبيح. إذا قال له أحد: أخزاك الله، يقول: أخزاك الله! وإذا شتمك، فاشتمه بمثلها، من غير أن تعتدي! قال سفيان بن عيينة: قلت لسفيان الثوري: ما قوله عز وجل: ﴿ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ﴾؟ قال: أن يشتمك رجل فتشتمه، أو أن يفعل بك فتفعل به! فلم أجد عنده شيئا! فسألت هشام ابن حجيرة عن هذه الآية، فقال: الجارح إذا جرح يُقتص منه، وليس هو أن يشتمك فتشتمه. ثم ذكر العفو، فقال: ﴿ فَمَنْ عَفَا ﴾ عمن ظلمه، ﴿ وَأَصْلَحَ ﴾ بالعفو بينه وبين ظالمه، ﴿ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾. قال الحسن: إذا كان يوم القيامة، نادى منادٍ: من كان له على الله أجر فليقم! فلا يقوم إلا من عفا. ثم قرأ هذه الآية: ﴿ إِنَّهُ َلا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾. قال ابن عباس: الذين يبدأون بالظلم. [ تفسير البغوي ]
سؤال رقم (23): كيف يخسر الظالمون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة؟ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ /45. قيل خسروا أنفسهم، بأن صاروا إلى النار، وأهليهم، بأن صاروا لغيرهم في الجنة.
سؤال رقم (24): ذكر تعالى في الآيات: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ /49-50، أربعة اقسام للأبناء، تقابل الاقسام الأربعة الخاصة بالآباء. وضح بالتفصيل؟ جعل الله تعالى الناس أربعة أقسام: منهم من يعطيه البنات، ومنهم من يعطيه البنين، ومنهم من يعطيه من النوعين ذكورا وإناثا، ومنهم من يمنعه هذا وهذا فيجعله عقيما لا نسل له ولا ولد له، هذا من ناحية الأولاد. أما من ناحية الآباء، فلقد خلق الله تعالى الخلق على أربعة أقسام: فآدم عليه الصلاة والسلام مخلوق من تراب لا من ذكر ولا أنثى، وحواء عليها السلام مخلوقة من ذكر بلا أنثى. وسائر الخلق سوى عيسى عليه السلام من ذكر وأنثى. وعيسى عليه السلام من أنثى بلا ذكر، فتمت الدلالة على قدرة الله سبحانه وتعالى بخلق عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام. [ تفسير ابن كثير ]
سؤال رقم (25): وضح الإشكال الظاهر في تعارض قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ /52 مع قوله سبحانه: ﴿ إِنَّكَ َلا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ [ القصص: 56 ]؟ إن الهدي المثبت له صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ /52، هو الهدي العام الذي هو البيان والدلالة والإرشاد، وقد فعل ذلك صلى الله عليه وسلم، فبيّن المحجة البيضاء، حتى تركها ليلها كنهارها لا يزيغ عنها هالك. أما الهدي المنفي عنه في آية: ﴿ إِنَّكَ َلا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ [ القصص: 56 ] فهو الهدي الخاص، الذي هو التفضل بالتوفيق، لأن ذلك بيد الله وحده وليس بيده صلى الله عليه وسلم. [ أضواء البيان، 7/21 ]
سؤال رقم (26): ذكرت السورة كلمة الوحي بمشتقاتها عدة مرات، فما الدلالة على ذلك؟ الغرض من تكرار ذكر كلمة الوحي بمشتقاتها في هذه السورة، هو التأكيد على أمر هذا القرآن، وبأن الله تعالى هو الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم. وقد يكون من الهام استعراض معنى الوحي قبل أن نذكر الآيات التي ذكرته في هذه السورة الكريمة: يقال: وحيت إليه وأوحيت، إذا كلمّته بما تخفيه عن غيره. والوحي: الإشارة السريعة، وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد، وبإشارة ببعض الجوارح. والوحي مصدر، ومادة الكلمة على معنيين أصليين، هما: الخفاء، والسرعة. ولذا قيل في معناه: الإعلام الخفي السريع الخاص بمن يوجًّه إليه بحيث يخفى على غيره، وهذا معنى المصدر. ويُطلق ويُراد به الموحى، أي بمعنى اسم المفعول. ولغة القرآن الفاشية: " أوحى " بالألف، ولم يستعمل مصدرها. وإنما جاء فيه مصدر الثلاثي: ﴿ إِنْ هُوَ إَِّلا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [ النجم: 4 ]. ووحي الله إلى أنبيائه قد عرّفوه شرعا بأنه: كلام الله المنزّل على نبي من أنبيائه. وهو تعريف له بمعنى اسم المفعول، أي الموحى. والوحي بالمعنى المصدري اصطلاحا: هو إعلام الله تعالى من يصطفيه من عباده ما أراد من هداية بطريقة خفية سريعة. [ مباحث في علوم القرآن، 26-27 ] وقد ذكرت هذه السورة كلمة الوحي بمشتقاتها ست مرات، على النحو التالي: ﴿ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ /3 ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ /7 ﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ /13 ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إَِّلا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ / 51 ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾ / 52
سؤال رقم (27): اذكر صفات قائد الأمة القائدة كما توضحها سورة الشورى؟ بينت الآية (15) من سورة الشورى صفات القائد للأمة القائدة، وهي عشر صفات، ثلاث منها فعلية أو عملية، والسبع الباقية قولية، وذلك على النحو التالي: أولا: الصفات الفعلية أو العملية: 1- ﴿ فَادْعُ ﴾: دعوة الناس لهذا الدين، والايمان به، والعمل بتشريعاته، والاجتماع عليه. 2- ﴿ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾: الاستقامة على هذا الدين في ذات النفس لاقتداء الناس به. 3- ﴿ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ﴾: عدم إتباع المشركين في اهوائهم الباطلة ومعتقداتهم الخاطئة التي اختلفوا بسببها. ثانيا: الصفات القولية: 4- ﴿ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ﴾: الإيمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء بلا تفرقة بينهم. 5- ﴿ وَأُمِرْتُ ِلأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾: إقامة العدل بين الناس في الحكم. 6- ﴿ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾: الإقرار بالله ربا للجميع كلنا نعبده، فلا إله بحق سواه. 7- ﴿ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ﴾: البراءة من أعمال المشركين، فكل مؤاخذ بعمله هو. 8- ﴿ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ﴾: عدم الخصومة مع المشركين، ولا حاجة للجدال معهم. فالحق أصبح واضحا ولا يحتاج لحجة بيننا وبين المشركين. 9- ﴿ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ﴾: الإيمان بيوم الجمع حين يجمع الله الخلائق يوم القيامة للحساب. 10- ﴿ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾: المرجع والمصير إلى الله سبحانه، حيث يفصل بيننا وينتقم من المشركين. [ التفسير الصوتي والمكتوب للدكتور عبد الحي الفرماوي ]
سؤال رقم (28): اذكر صفات الأمة القائدة كما توضحها سورة الشورى؟ صفات الجماعة التي عمل الرسول صلى الله عليه وسلم على بنائها، ونجح في ذلك بتوفيق من الله سبحانه، حيث نجح في إقامة دولة الإسلام ومجابهة دولة الظلم والشرك من حوله. هذه الصفات المطلوبة في الأمة توضحها الآيات التالية: ﴿ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ﴾ [ الآيات: 36-43 ] . يعني: أن ما عند الله من الثواب والنعيم فهو خير من متاع الدنيا وأبقى منه، لأنه أبدي غير زائل ولا منته. ولكن لمن هذا النعيم والثواب الأبدي، الذي عند الله تعالى؟ هنا يكون الجواب الواضح بتحديد صفات جماعة المسلمين، وبالميزان الذي تتعرف به عليهم، وتتخلق معهم بأخلاقياته. فمن هم؟ إنهم الذين يقول عنهم ربهم وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. حيث حدد المولى عز وجل من صفاتهم ما يلي: الصفة الأولى: أنهم آمنوا بربهم، واتبعوا نبيهم، والتزموا بشريعتهم. الصفة الثانية: أنهم على ربهم وحده يتوكلون ويعتمدون في كل أمورهم. الصفة الثالثة: أنهم يجتنبون ويبتعدون عن كبائر الإثم كالبدع واختلاق الشبهات والفواحش وهى ناتج القوة الشهوانية. الصفة الرابعة: أنهم إذا ما غضبوا لأنفسهم، أو في أمر دنيوي هم يغفرون يتسامحون، ولا يؤاخذون. الصفة الخامسة: أنهم استجابوا لربهم: فاتبعوا رسله، وأطاعوا أوامره، واجتنبوا زواجره، واجتمعوا على دينهم، ولم يتفرقوا فيه. الصفة السادسة: أنهم أقاموا الصلاة: داوموا عليهم، وحافظوا على إتمامها في مواقيتها وأركانها وهيئاتها. الصفة السابعة: أنهم أمرهم شورى بينهم لا ينفردون برأي، بل يجتمعون عليه، وما تشاور قوم إلا هُدوا لأرشد أمورهم. وفى الحديث الذي رواه الإمام الترمذي: " إذا كان أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاؤكم وأمركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من باطنها. وإن كان أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاؤكم، وأمركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظاهرها ". الصفة الثامنة: أنهم مما رزقناهم، أي: رزقهم الله، ينفقون في طاعة الله. الصفة التاسعة: أنهم إذا أصابهم البغي ووقع عليهم الظلم هم ينتصرون ممن ظلمهم واعتدى عليهم، ليسوا بالعاجزين، ولا بالذليلين. الصفة العاشرة: أنهم إذا انتصروا ممن ظلمهم كان انتصارهم جزاء سيئةٍ سيئةً مثلها فقط من غير زيادة عليها، وإلا صار ظالماً. وينبغي أن يكون ملحوظاً أن هذا الانتصار وإن كان مشروعاً لهم فهو مشفوع بأمرين: الأول: شرط المماثلة، والثاني: أن العفو عند القدرة أولى. ولذلك : يحث ربنا عز وجل على العفو عند القدرة على الانتصار، بل على الصفح أيضاً إذ يقول: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ ، وهو وعد بالخير، لا يقاس عليه شيء في التعظيم. حيث إنه سبحانه لا يحب الظالمين ابتداءً، ولا في رد العدوان عن أنفسهم. ولكن، يلاحظ جيداً أنه من انتصر بعد ظلمه وفق هذه الشروط ما عليهم من سبيل في المؤاخذة، أو العقاب، لأن هذا حقهم. إنما السبيل في المؤاخذة والعقاب على الذين يظلمون الناس ويعتدون عليهم، أو يسلبون حقوقهم، أو ينتهكون حرماتهم، أو يبغون في الأرض بغير الحق ويتكبرون فيها ويفسدون. نعم!! أولئك لهم من الله عذاب أليم في يوم القيامة. وفى النهاية: يذكر ربنا بالصبر على الأذى، والصفح والغفران، فيقول ولمن صبر على الأذى، بشرط أن لا يكون في ذلك الصبر تشجيع للمعتدى بزيادة الاعتداء، وغفر وستر السيئة، إن صبره ذلك وغفرانه هذا لمن عزائم الأمور التي ندب الشارع إليها، وأثاب عظيماً عليها. هذه صفات الجماعة المسلمة!! من عرفها، وتحلى بها، وحافظ عليها فقد هداه الله!! ومن تجاهلها، أو لم يؤمن بها فقد أضله الله!! [ التفسير الصوتي والمكتوب للدكتور عبد الحي الفرماوي ]
سؤال رقم (29): اذكر بعض صفات القرآن الكريم كما توضحها سورة الشورى؟ والحكم التي نزل من أجلها ؟ جاء في السورة أن هذا القرآن: - عربيا: أي: واضحا جليا مبينا بلسان العرب - روحا من أمر الله: لأن الخلق يحيون به في دينهم كما يحيا الجسد بالروح - نورا: يهدي الله به من يشاء من عباده أما الحكم التي نزل من أجلها القرآن، فمنها: - إنذار الخلق - الحكم في كل خلاف يقع بين الناس